"اعطوا فوق الطاقة"
حياة التسليم معناها وضع كل شيء على مذبح الله. إن الله يريد أن يضع يده على كل شيء فينا، جسدًا وروحًا ونفسًا، ويتمتع بكل محبتنا له، ولا يكتفي بأقل من ذلك، لأنه «إن أعطى الإنسان كل ثروة بيتهِ بدلَ المحبة، تُحتقَر احتقارًا». فعلينا أن نضع أنفسنا على المذبح ونقول له: «يا رب، ماذا تريد أن أفعل؟». وإذ أضع نفسي على مذبح الله، يسهل عليَّ أن أضع أحبائي: زوجتي وأولادي وأصدقائي. وإن كان يطلب مني أن أترك الأهل والأقارب في طريق خدمته، عليَّ أن أطيع. حتى وإن شاء أن يأخذ إليه أعز الأعزاء عندي، فعليَّ أن أضع يدي على فمي، أسكت ولا أتكلَّم، بل بكل تسليم أرضى بأن تكون لا إرادتي بل إرادته. ثم ماذا من جهة ما بين يديك من وَزنات؟
إن الرب لم يُعطِك هذه الوَزنات لكي تستخدمها لأجل نفسك. كلا. عطايا الله ينبغي أن تكون فيما لله. قد تكون فصيحًا أو خطيبًا أو متكلّمًا، فكيف تستخدم هذه الهِبات؟
هل لمجد ذاتك أم لمجد الله؟
قد تكون كاتبًا، فلمَن، وعمَّن تكتب؟
للعالم أم لله؟
ثم من جهة الوقت: ماذا أنت صانع بالوقت الثمين المُعطى لك؟ مكتوب: «مُفتدين الوقت لأن الأيام شريرة». إننا بالأسف الشديد كثيرًا ما يكون لدينا الوقت الكافي لكل شيء ما عدا الله. لدينا وقت للأكل والشرب، للعمل والتسلية، للنوم والراحة، للكد وجمع المال، ولكن ليس لدينا وقت لله. بينما يجب أن نعيش كغرباء، وأن نتصرف تصرفًا يختلف عن أهل العالم، وأن نُعطي للرب أثمن الفرص لكي نتمتع به، ولكي يتمتع هو بنا. فلنبدأ الآن بتغيير خطتنا. ثم من جهة المال؛ علينا أن نُعطي الرب لا العشور بل الكل. كل ما بين أيدينا ليس ملكًا لنا بل هو ملك للرب، وما نحن إلا وكلاء عليه. إذن يلزم لنا أن نعرف كيف نتصرف فيما بين أيدينا من المال. هل نحن نصرفه على ملذاتنا أم على عمل الرب؟
هل نصرف الكثير منه على كمالياتنا بينما اليتامى والأرامل حولنا؟ هل نحن سالبون الله؟
علينا لا أن نسأل أنفسنا ماذا أعطينا الرب مما لنا، بل ماذا أخذنا لأنفسنا من مال الرب؟
إن يوم الحساب قريب، وسيعطي كل واحد منا حساب وكالته. فليتنا نكون أُمناء!
واما نحن الا نعيد حساباتنا في أعمالنا ما أجمل عندما ينادينا أيها العبد الصالح أتخل نعيم سيدك. فهل تريد الدخول حقاً؟؟؟ ؟ يسوع المسيح يحبكم
0 التعليقات:
إرسال تعليق