ينظر إلى مرحلة الحمل على أنها مرحلة عادية جدًّا، إلا أن علماء التغذية لم يتوقفوا حتى الآن عند دراستها، ومحاولة رسم الخطط الغذائية للحامل فى هذه المرحلة الدقيقة من حياتها.
قال الدكتور مصطفى سارى أستاذ التغذية والعلاج الطبيعى، إن الهدف من تلك الخطط تأمين صحة جيدة للأم وبنية قوية للجنين. ولذا فإنهم يعتبرون أشهر الحمل التسعة فترة طوارئ تستوجب المراقبة الجدية، كما تتطلب منهم كل عناية ورعاية ممكنة؛ لأن مرحلة الحمل لها أبعاد كثيرة، وهى ليست قضية سيدة حملت ووضعت مولودًا ذكرًا أو أنثى، فهى بالدرجة الأولى مسألة الحفاظ على صحة السيدة الحامل والجنين أيضا، وهذا يتطلب الحرص على أن تكون الأم والمولود فى صحة جيدة.
وأكد أن انتباه الأم لصحتها من العوامل المهمة للحمل الصحيح، فمثلاً إذا كان هناك خلل ما أو نقص فى العناصر الغذائية فإن ذلك النقص أو الخلل سيتضاعف حتمًا أثناء مرحلة الحمل والرضاعة، لذلك عند التفكير فى الحمل وإنجاب الأطفال، يجب أن تعتنى الزوجة بصحتها وكذلك الزوج، ويُنصح كل من يرغب فى إنجاب الأطفال أن يعمد إلى البدء بحياة صحية وعادات غذائية جيدة، وأن يقلع عن التدخين.
ويرى الدكتور سارى أن تنوع
الطعام الكامل ضرورى جدًّا لزيادة السعرات الحرارية التى تأتى عبر السكريات، كما أن
الطعام الكامل والمتنوع يمنح الجسم الفيتامينات والبروتينات والأملاح المعدنية الضرورية للتغذية، والزيادة فى منتجات الحليب واللحوم والحبوب الكاملة والخضار الطازجة تساعد الحامل فى الحصول على متطلبات الحمل من الغذاء.
وأشار إلى أهم مصادر البروتين: اللحم الأحمر، السمك، والدجاج، والبيض، والأجبان والألبان، وتنصح النساء اللواتى يتبعن النظام الغذائى النباتى أن يتناولن الحبوب المتنوعة وأيضا
تناول المكسرات مثل الفستق وأيضا البيض يوميًا نسبة لفائدتهم، وبما أن فيتامين (ب 12) قلما يوجد فى الخضار، وهو غالبًا موجود فى اللحوم، لذا تتعرض الحامل التى تتبع النظام الغذائى النباتى إلى نقص فى هذا الفيتامين.
وقال الدكتور سارى توجد الأملاح المعدنية غالبًا فى الفستق، وبذور دوار الشمس، والمأكولات البحرية، وهى تحتوى أيضا على كمية وافرة من فيتامين "ب 12".
وأضاف أنه لسنوات طويلة كان الأطباء ينصحون بتجنب الملح، لكنهم الآن ينصحون بتناوله بكميات عادية، وميول الحامل إلى الزيتون والمأكولات الحامضة من الممكن أن يكون ناتجًا عن حاجة الجسم إلى الملح؛ وبالرغم من حاجة الجسم إلى الملح لزيادة الدورة الدموية، إلا أن زيادته تؤدى إلى احتباس السوائل فى الجسم، وارتفاع الضغط الشريانى، وتعريض الأم والطفل إلى مشاكل صحية أخرى، ولذلك فتناول اللحوم، والأجبان، والبيض، والأسكالوب، واللفت يعطى الجسم حاجته من المواد الغذائية، ولا يجب
تناول الشيبس والأطعمة المحتوية على المواد الحافظة ويفضل اختيار الأطعمة الطازجة، كذلك ينبغى الإكثار من
تناول الفواكه والخضروات الطازجة التى تكون غنية بالألياف التى تمنع حدوث الإمساك الذى يصيب الحامل عادة أثناء فترة الحمل ويجب شرب ماء من (6 – 8) أكواب يوميًا إلى جانب الحليب.
ونصح بتقليل المنبهات، كالشاى والقهوة وبعض المشروبات الغازية، فقد وجد أن الكافين الموجود فى هذه المشروبات قد ينتقل إلى الجنين عبر المشيمة أو ينتقل إلى الرضيع عبر حليب الأم، ويؤثر على وزنه ونموه حيث يؤدى إلى صغر حجم الطفل بالنسبة لعمره.
0 التعليقات:
إرسال تعليق